للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سنة أربع وأربعين وثمانمائة]

فيها توفي شهاب الدّين أحمد بن أبي بكر بن رسلان بن نصير بن صالح الشافعي، المعروف بالعجيمي [١] قاضي المحلة.

قال في «المنهل» : كان فقيها عالما فاضلا، ولي نيابة الحكم بالمحلّة وغيرها عدة سنين، وكثر ماله من ذلك، وكانت له وجاهة، واستمرّ على ذلك إلى أن توفي يوم الثلاثاء رابع عشري جمادى الأولى عن أكثر من ثمانين سنة.

وفيها شهاب الدّين أبو العبّاس أحمد بن حسين بن أرسلان المقدسي [٢] الشافعي الصّوفي الشيخ الإمام العالم الصالح القدوة.

ولد برملة فلسطين سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة، ثم رحل لأخذ العلوم، فسمع الحديث على جماعة كثيرة، وبرع في الفقه، حتّى أجازه قاضي القضاة الباعوني بالإفتاء، وتصدى للإقراء وما قرأ عليه أحد إلّا انتفع، وكان يكني جماعته بكنى كأبي طاهر، وأبي المواهب فلا يتخلف أثرها، ولزم الإفتاء والتدريس مدة، ثم ترك ذلك، وسلك طريق الصّوفية القويم، وجدّ واجتهد، حتّى صار منارا يهتدي به السّالكون، وشعارا يقتدي به الناسكون، وغرست محبته في قلوب الناس فأثمر له ذلك الغراس.

ومن تصانيفه النافعة: «شرح سنن أبي داود» و «البخاري» وعلّق على «الشفا» وشرح «مختصر ابن الحاجب» و «جمع الجوامع» و «منهاج البيضاوي» وشرح «أرجوزته الزبد» في كبير وصغير، و «تصحيح الحاوي» و «مختصر الروضة» و «المنهاج» و «أدب القاضي» للغزّي و «الأذكار» و «حياة الحيوان» ونظم في علم


[١] ترجمته في «إنباء الغمر» (٩/ ١٣٧) و «الضوء اللامع» (١/ ٢٥٣) و «الدليل الشافي» (١/ ٣٧) .
[٢] ترجمته في «الضوء اللامع» (١/ ٢١٢) و «الدليل الشافي» (١/ ٤٥) و «البدر الطالع» (١/ ٤٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>