للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة]

فيها توفي شهاب الدّين أحمد بن حمدان بن أحمد بن عبد القادر بن عبد الغني بن محمد بن أحمد بن سالم بن داود الأذرعي [١]- بفتح أوله والراء وسكون الذال المعجمة، نسبة إلى أذرعات بكسر الراء ناحية بالشام [٢]- الشافعي، نزيل حلب.

ولد سنة سبع وسبعمائة، وتفقه بدمشق قليلا، وناب في بعض النّواحي في الحكم، ثم تحوّل إلى حلب فقطنها، وناب في الحكم بها، ثم ترك ذلك، وأقبل على الاشتغال، والتّصنيف، والفتوى، والتدريس، وجمع الكتب. حتّى اجتمع عنده منها ما لم يحصل [عند غيره، وظفر من النقول بما لم يحصل] [٣] لأهل عصره، وذلك بيّن في تصانيفه، وهو ثبت في النقل وبسيط في التصرفات، قاصر في غير الفقه. وسمع من طائفة وأجاز له القاسم بن عساكر، والحجّار، وغيرهما. وكان اشتغاله على كبر. وسبب همته في الاشتغال أنه رأى في المنام رجلا واقفا أمامه، وهو ينشد:

كيف نرجو [٤] استجابة لدعاء ... قد سددنا طريقه بالذّنوب


[١] انظر «إنباء الغمر» (١/ ٦١- ٦٣) و «الدّرر الكامنة» (١/ ١٢٥- ١٢٨) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (٣/ ١٩٠- ١٩٤) .
[٢] قال ياقوت في «معجم البلدان» (١/ ١٣٠) : أذرعات: جمع أذرعة، جمع ذراع، جمع قلّة.
وهو بلد في أطراف الشام، يجاور أرض البلقاء وعمّان.
[٣] ما بين القوسين سقط من «ط» .
[٤] في «ط» : «كيف ترجو» .

<<  <  ج: ص:  >  >>