هو علي بن الحسين بن علي المسعودي، أبو الحسن، من ذريّة عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، صاحب «أخبار الزمان ومن أباده الحدثان» و «مروج الذهب» وغير ذلك من المصنفات التاريخية المتنوعة.
ولد في بغداد [١] وأخذ العلم فيها وفي غيرها من الأمصار. ورحل في الآفاق إلى أن حطّت رحاله في مصر، فأقام فيها إلى أن مات.
قال الذهبي: وكان أخباريّا، صاحب ملح وغرائب وعجائب وفنون، وكان معتزليا، أخذ العلم عن أبي خليفة الجمحي، ونفطويه، وعدّة.
وقال ابن حجر: ذكره ابن دحية في «كتاب صفين» فقال: مجهول لا يعرف، ونكرة لا يتعرف، كذا قال ولم يصب.
قال الذهبي: مات في جمادى الآخرة سنة خمس وأربعين وثلاث مائة.
وذكر غيره بأنه مات سنة ست وأربعين وثلاث مائة.
قلت: وقد قامت شهرة المسعودي على كتابيه المشار إليهما في صدر الترجمة، وقد ذكر الزركلي رحمه الله بأن كتابه «أخبار الزمان» يقع في ثلاثين مجلدا بقي منه الجزء الأول مخطوطا، ولم يذكر مكان وجوده. وأما كتابه «مروج الذهب» فقد طبع أول مرة في باريس بفرنسا في تسع مجلدات من الحجم الصغير، ولكن آفة هذه الطبعة أنها قدمت إلى القرّاء وكتبت هوامشها باللغة الفرنسية الأمر الذي قلل من إمكانية الفائدة منها. وطبع للمرة الثانية في بيروت بتحقيق المستشرق شارل بلا، وقد صدرت هذه الطبعة في أربعة مجلدات. ثم طبع في المكتبة التجارية الكبرى في مصر بتحقيق العلّامة المحقق الشيخ محمد محيي الدّين عبد الحميد رحمه الله تعالى، وقد صدرت هذه الطبعة في أربعة مجلدات أيضا، وهي أفضل طبعة صدرت من الكتاب، وهذا الكتاب هو أحد مصادر ابن العماد في كتابه.
[١] ونسبه النديم في «الفهرست» ص (١٧١) من طبعة الأستاذ رضا تجدد إلى المغرب.