قلت: وقد قامت شهرة المترجم على كتابيه المشار إليهما في صدر الترجمة، وقد طبع الأول منهما طبعتين غير متقنتين في مصر، وهو بأمسّ الحاجة إلى طبعه طبعة علمية متقنة، وهو من بين الكتب التي نقل عنها ابن العماد مباشرة في كثير من المواطن في كتابه.
وطبع الثاني منهما أكثر من مرة، منها الطبعة الصادرة عن مكتبة الكليات الأزهرية بمصر، وهو الآخر غير محقّق إلى الآن، وينتظر من يمدّ إليه يد الرعاية العلمية.
٢٨- أبو الفداء
هو إسماعيل بن علي بن محمود بن محمد بن عمر بن شاهنشاه بن أيوب، الملك المؤيد، صاحب حماة، أحد فضلاء زمانه، وعالم كبير من علمائه في التاريخ والأدب، والجغرافية، وعلم الأصول، صنّف مصنفات مختلفة أشهرها «المختصر في تاريخ البشر» ويعرف ب «تاريخ أبي الفداء» ، و «تقويم البلدان» ، وغير ذلك من المصنفات المفيدة النافعة.
ولد في شهر جمادى الأولى سنة سبعين وستمائة، وكان أميرا بدمشق، وخدم الملك الناصر لمّا كان بالكرك، وبالغ في ذلك، فوعده بحماة ووفى له بذلك، فأعطاه حماة وجعله سلطانا يفعل فيها ما يشاء من إقطاع وغيره، ليس لأحد من الدولة بمصر من نائب ووزير معه حكم، وأركبه في القاهرة بشعار الملك وأبّهة السلطنة.
قال ابن قاضي شهبة: اشتغل أبو الفداء في العلوم وتفنن فيها، وصنّف التصانيف المشهورة ... وكان جوادا ممدحا امتدحه غير واحد.
وقال ابن كثير: كان يحبّ العلماء ويشاركهم في فنون كثيرة، وكان من فضلاء بني أيوب.
وقال ابن شاكر: كان الملك المؤيد فيه مكارم وفضيلة تامة من فقه، وطبّ، وحكمة، وغير ذلك، وأجود ما كان يعرفه علم الهيئة لأنه أتقنه، وإن