للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سنة تسع وستين وسبعمائة]

في ثاني عشري محرّمها طرق الفرنج طرابلس في مائة وثلاثين مركبا، فقتلوا وأسروا، وأفسدوا ونهبوا، ورجعوا.

وفيها توفي شهاب الدّين أبو العبّاس أحمد بن لؤلؤ المصري الشافعي [١] .

ولد سنة اثنتين وسبعمائة، واشتغل بالعلم وله عشرون سنة، فأخذ الفقه عن التّقي السّبكي، والقطب السّنباطي، وغيرهما. وأخذ النحو عن أبي حيّان، وبرع واشتغل بالعلم، وانتفع به الناس، وتخرّج به فضلاء، وحدّث، وصنّف تصانيف نافعة، منها «مختصر الكفاية» في ست مجلدات، و «نكت المنهاج» في ثلاث مجلدات. وهي كثيرة الفائدة، وكتاب على «المهذّب» في مجلدين، و «تهذيب التّنبيه» مختصر نفيس.

ذكره صاحبه الإسنوي فقال: كان عالما بالفقه، والقراءات، والتفسير، والأصول، والنحو، يستحضر من الأحاديث شيئا كثيرا، أديبا، شاعرا، ذكيا، فصيحا، صالحا [٢] ، ورعا، متواضعا، طارحا للتكلّف، متصوفا. كثير البرّ والمروءة، حسن الصوت بالقراءة، كثير الحجّ والمجاورة بمكّة والمدينة. وافر العقل، مواظبا على الاشتغال والإشغال والتصنيف، لا أعلم في أهل العلم بعده


[١] انظر «طبقات الشافعية» للإسنوي (٢/ ٥١٤- ٥١٥) و «ذيل العبر» لابن العراقي (١/ ٢٦٠- ٢٦٢) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (٣/ ١٠٦- ١٠٨) و «الدّرر الكامنة» (١/ ٢٣٩) و «النجوم الزاهرة» (١١/ ١٠١) و «حسن المحاضرة» (١/ ٤٣٤) .
[٢] لفظة «صالحا» سقطت من «طبقات الشافعية» للإسنوي المطبوع الذي بين يدي فلتستدرك.

<<  <  ج: ص:  >  >>