للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سنة ثمان وثمانين وتسعمائة]

فيها توفى المولى شمس الدّين أحمد المشتهر بقاضي زاده [١] .

قال في «العقد المنظوم» : قرأ على علماء عصره، منهم جوي زاده، وسعدي جلبي، وصار ملازما من المولى القادري، وتنقّل في المدارس، ثم قلّد قضاء حلب، فأقام به [٢] عدة سنين، ثم تولى قضاء قسطنطينية بعد تعب شديد، ثم صار قاضيا بعساكر روم إيلي، فبعد سبعة أشهر اختلّ أمره وتراجع سعره ففرّ طائر عزّه، وطار قبل أن يقضي الأوطار بسبب وحشة كانت بينه وبين المولى عطاء الله معلّم السلطان سليم خان، فتقاعد بوظيفة مثله، ثم لما جلس السلطان مراد خان على سرير السلطنة أعاده إلى قضاء العسكر بالولاية المزبورة، فلما سمع عنه من الفضيلة الباهرة والصلابة الدينية الظّاهرة، فاستمر مدة ثم قلّد الفتوى بدار السلطنة السّنية، فاستمر فيها إلى أن دخل في خبر كان، وأبلى ديباجة حياته الجديدان [٣] .

وكان- رحمه الله تعالى- من أساتذة العلوم والجهابذة القروم [٤] ، طالما جال في ميدان الفضائل وبرز، وأحرز من قصبات السّبق في مضمار المعارف ما أحرز، أفحم من عارضه بشقاشقه الهادرة، وأرغم من عاناه بحقائقه النادرة، كثير الاعتناء بدرسه، دائم الاشتغال في يومه وأمسه، رفيع القدر، شديد البأس، عزيز النّفس، يهابه الناس.


[١] ترجمته في «العقد المنظوم» ص (٤٩٦- ٤٩٨) و «معجم المؤلفين» (٢/ ١٧١) .
[٢] في «ط» : «فيه» .
[٣] الجديدان: الليل والنهار. انظر «مختار الصحاح» (جدد) .
[٤] القروم: جمع (قرم) وهو الفحل. انظر «لسان العرب» (قرم) .

<<  <  ج: ص:  >  >>