للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان إليه المنتهى بالزّجل، والموّال، والموشحات، وقال فيه أستاذه أبو الفتح:

ظهرت لماميّة الأديب فضيلة ... في الشّعر قد رجحت بكلّ علوم

لا تعجبوا من حسن رونق نظمه ... هذا إمام الشّعر ابن الرّومي

وجمع لنفسه «ديوانا» وجعل تاريخ جمعه قوله: وَأْتُوا الْبُيُوتَ من أَبْوابِها ٢: ١٨٩ [البقرة: ١٨٩] ، وذلك سنة إحدى وسبعين وتسعمائة. وله التواريخ التي لا نظير لها، كقوله في تاريخ عرس:

هنّئتم بعرسكم ... والسّعد قد خوّلكم

وقد أتى تأريخه [١] ... نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ ٢: ٢٢٣ [٢]

ولقد أحسن في قوله:

قل لقوم ضلّوا عن الرّشد لمّا ... أظهروا منهم اعتقادا خبيثا

كيف تنبي عن القديم عقول ... لا يكادون يفقهون حديثا

وتوفي في ذي الحجّة من هذه السنة أو في محرّم التي بعدها، ودفن بباب الفراديس بالقرب من قبري: ابن مليك، وأبي الفتح المالكي.

وفيها محمد باشا الوزير [٣] وزير السلطان سليمان ثم السلطان سليم ثم السلطان مراد وقف الطاحون خارج باب الفراديس وغيرها على المقرئة وتوفي شهيدا بالقسطنطينية.


[١] أي في حساب الجمّل كما أشار المؤلّف بعد ذلك.
[٢] وهو استعارة من قوله تعالى: نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ٢: ٢٢٣ (البقرة: ٢٢٣) .
ومجموعها في حساب الجمل (٩٦٩) .
[٣] ترجمته في «الكواكب السائرة» (٣/ ٧٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>