للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سنة إحدى وأربعين وسبعمائة]

في ذي الحجّة منها كانت زلزلة عظيمة بمصر، والشام، والإسكندرية.

مات فيها تحت الرّدم ما لا يحصى، وغرقت مراكب كثيرة، وتهدّمت جوامع ومواذن لا تعدّ.

وفيها كانت واقعة طريف ببلاد المغرب.

قال لسان الدّين في كتاب «الإحاطة» [١] : استشهد فيها جماعة من الأكابر وغيرهم، وكان سببها أن سلطان فاس أمير المسلمين أبا الحسن علي بن عثمان بن يعقوب بن عبد الحق المريني، جاز البحر إلى جزيرة الأندلس برسم الجهاد ونصرة أهلها على عدوهم، حسبما جرت بذلك عادة سلفه وغيرهم من ملوك العدوة، وشمّر عن ساعد الاجتهاد، وجنّد [٢] من الجيوش الإسلامية نحو ستين ألفا. وجاء إليه أهل الأندلس بقصد الإمداد وسلطانهم ابن الأحمر ومن معه من الأجناد، فقضى الله الذي لا مردّ لما قدّره أن صارت [٣] تلك الجموع مكسّرة، ورجع السلطان أبو الحسن مفلولا [٤] ، وأضحى حسام الهزيمة عليه وعلى من معه مسلولا، ونجا برأس طمرّة ولجام، ولا تسل كيف، وقتل جمع من أهل الإسلام، وجملة [٥] وافرة من الأعلام، وأمضى فيهم حكمه السّيف، وأسر ابن السلطان وحريمه، وانتهبت ذخائره، واستولت [٦] على الجميع أيدي الكفر والحيف، واشرأبّ العدو الكافر لأخذ


[١] انظر «رقم الحلل» للسان الدّين بن الخطيب ص (١٦- ١٧) بتحقيق الأستاذ الدكتور عدنان درويش، طبع وزارة الثقافة بدمشق.
[٢] في «ط» : «ووجد» .
[٣] في «آ» و «ط» : «أن سارت» والتصحيح من «رقم الحلل» .
[٤] في «آ» و «ط» : «مغلولا» والتصحيح من «رقم الحلل» والمفلول المنهزم.
[٥] في «رقم الحلل» : «ولمّة» .
[٦] في «آ» و «ط» : «واستولى» وما أثبته من «رقم الحلل» .

<<  <  ج: ص:  >  >>