للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سنة سبع وسبعين]

فيها بعث الحجّاج لحرب شبيب عتّاب بن ورقاء الرياحي [١] بالباء الموحدة فلقي شبيبا [٢] بسواد الكوفة، فقتل شبيب أيضا عتّابا، وهزم جيشه، ثم جهّز الحجّاج له الحارث بن معاوية الثقفيّ فقتل الحارث أيضا، فوجّه الحجّاج له أبا الورد البصريّ فقتله أيضا، فوجّه له طهمان عثمان، فقتله أيضا، ففرق الحجّاج وسار بنفسه، فاقتتلوا شديدا أشد القتال، وتكاثروا على شبيب فانهزم.

وقتلت غزالة امرأة شبيب، وكانت قد قاتلت في تلك الحروب قتالا عجز عنه كمّل الرّجال، وكانت بحيث يضرب بشجاعتها المثل، وكانت نذرت أني تأتي مسجد كوفة فتصلّي فيه ركعتين بسورة البقرة، وآل عمران، فخرجت إليه في سبعين رجلا ووفت نذرها، فقال الناس:

وفت الغزالة نذرها ... يا ربّ لا تغفر لها

وقال الشاعر في الحجّاج بن يوسف:

أسد عليّ وفي الحروب نعامة ... فتخاء تنفر من صفير الصافر


[١] في الأصل، والمطبوع: «عتاب بن ورقاء الرباحي» وهو تصحيف. والتصحيح من «جمهرة أنساب العرب» لابن حزم الأندلسي ص (٢٢٧) ونسبه للرياحي، و «الأعلام» (٤/ ٢٠٠) .
[٢] في المطبوع: «فلقي شبيب» .

<<  <  ج: ص:  >  >>