فيها وقيل في التي قبلها، وبه جزم ابن ناصر الدّين، توفي أبو حامد أحمد بن محمد بن أحيد بن عبد الله بن ماما الأصبهاني، كان حافظا بصيرا بالآثار، وله ذيل على تاريخ بخارى لغنجار.
وفيها أبو نصر المنازي [١] أحمد بن يوسف السليكي الكاتب، كان من أعيان الفضلاء، وأماثل الشعراء، وزر لأبي نصر أحمد بن مروان الكردي صاحب ميّافارقين، وديار بكر، أرسله إلى القسطنطينية مرارا، وجمع كتبا كثيرة، ثم وقفها على جامع ميّافارقين، وجامع آمد، وهي موجودة بخزائن الجامعين، ومعروفة بكتب المنازي، وكان قد اجتمع بأبي العلاء المعري بمعرة النّعمان، فشكا أبو العلاء إليه حاله، وأنه منقطع عن الناس. وهم يؤذونه، فقال: ما لهم ولك وقد تركت لهم الدّنيا والآخرة؟ فقال أبو العلاء:
والآخرة أيضا، والآخرة أيضا، وجعل يكررها ويتألم لذلك، وأطرق فلم يكلمه إلى أن قام، وكان قد اجتاز في بعض أسفاره بوادي بزاعا، فأعجبه حسنة وما هو عليه، فعمل فيه هذه الأبيات:
نزلنا دوحه فحنا علينا ... حنّو المرضعات على الفطيم
[١] نسبة إلى «منازجرد» بلد مشهور بين خلاط وبلاد الرّوم يعدّ في إرمينية وأهله أرمن وروم. انظر «معجم البلدان» (٥/ ٢٠٢) و «وفيات الأعيان» (١/ ١٤٣- ١٤٥) وتقع الآن في تركية.