للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سنة ثمان وأربعين وخمسمائة]

فيها توفي ابن الطّلّاية أبو العبّاس أحمد بن أبي غالب بن أحمد البغدادي [١] الحنبلي، الورّاق الزاهد العابد. سمع من عبد العزيز الأنماطي وغيره، وانفرد بالجزء التاسع من «المخلّصيّات» حتّى أضيفت عليه، وقد زاره السلطان مسعود في مسجده بالحربية، فتشاغل عنه بالصلاة، وما زاده على أن قال له: يا مسعود، اعدل، وادع لي، الله أكبر، وأحرم بالصلاة، فبكى السلطان وأبطل المكوس والضرائب وتاب، وكان الشيخ من أعاجيب دهره في الاستقامة، لازم مسجده سبعين سنة لم يخرج منه إلا للجمعة، وكان متقللا من الدّنيا، متعبدا، لا يفتر ليلا ولا نهارا، لم يكن في زمنه أعبد منه، لازم ذلك حتّى انطوى طاقين، قانعا بثوب خام، وجرة ماء، وكسر يابسة، رحمه الله تعالى.

وفيها الرّفّاء عين الزّمان [٢] أبو الحسين أحمد بن منير بن أحمد بن مفلح الطرابلسي، الشاعر المشهور. كان رافضيا [٣] هجّاء فائق النظم، له


[١] انظر «سير أعلام النبلاء» (٢٠/ ٢٦٠- ٢٦٣) و «ذيل طبقات الحنابلة» (١/ ٢٢٤) و «المنهج الأحمد» (٢/ ٣٠٩- ٣١٠) .
[٢] في «آ» و «ط» : «عين النهار» وما أثبتناه من «وفيات الأعيان» (١/ ١٥٦) و «الوافي بالوفيات» (٨/ ١٩٣) .
[٣] في «ط» : «شيعيا» .

<<  <  ج: ص:  >  >>