للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سنة اثنتين وخمسين ومائتين]

قتل المستعين بالله أبو العبّاس أحمد بن المعتصم محمد بن الرّشيد العباسيّ، ولد سنة إحدى وعشرين ومائتين، وبويع بعد المنتصر، وكان أمراء الترك قد استولوا على الأمر وبقي المستعين مقهورا معهم، فتحول من سامراء إلى بغداد غضبان، فوجهوا يعتذرون إليه ويسألونه الرجوع فامتنع، [فعمدوا [١] إلى الحبس] [٢] فأخرجوا المعتزّ بالله وحلفوا له، وخلّفوه [٣] وجاء أخوه أبو أحمد لمحاصرة المستعين، فتهيأ المستعين ونائب بغداد ابن طاهر للحرب، وبنوا سور بغداد، ووقع القتال، ونصبت المجانيق، ودام الحصار أشهرا، واشتدّ البلاء، وكثرت القتلى [٤] ، وجهد أهل بغداد، حتّى أكلوا الجيف، وجرت عدة وقعات بين الفريقين، قتل في وقعة منها نحو الألفين من البغاددة [٥] إلى أن كلّوا وضعف أمرهم، وقوي أمر المعتز، ثم تخلى ابن طاهر عن المستعين لمّا رأى البلاء، وكاتب المعتز، ثم سعوا في الصلح على خلع المستعين،


[١] في المطبوع: «فعهدوا» والتصحيح من «العبر» للذهبي (٢/ ٨) .
[٢] ما بين حاصرتين سقط من الأصل، واستدركته من المطبوع، و «العبر» للذهبي بتحقيق الأستاذ فؤاد سيد، طبع وزارة الإعلام في الكويت.
[٣] لفظة «وخلّفوه» لم ترد في «العبر» ومعنى: «وخلّفوه» أي نصبوه خليفة.
[٤] في «العبر» : «وكثر القتل» .
[٥] في المطبوع: «البغادنة» .

<<  <  ج: ص:  >  >>