كتاب شذرات الذهب في أخبار من ذهب

المجلد الثامن - سنة إحدى وسبعين وسبعمائة - ج: 8 - ص: 376

[سنة إحدى وسبعين وسبعمائة]

فيها توفي قاضي القضاة شرف الدّين أبو العبّاس أحمد بن الحسن بن عبد الله بن أبي عمر محمد بن أحمد بن قدامة الحنبلي، الشيخ الإمام، جمال الإسلام، صدر الأئمة الأعلام، شيخ الحنابلة، المقدسي الأصل ثم الدمشقي المشهور بابن قاضي الجبل [١] .

مولده على ما كتبه بخطّه في الساعة الأولى من يوم الاثنين تاسع شعبان سنة ثلاث وتسعين وستمائة، وكان متفننا، عالما بالحديث وعلله، والنحو، واللغة، والأصلين، والمنطق. وله في الفروع القدم العالي. قرأ على الشيخ تقي الدّين بن تيميّة عدة مصنّفات في علوم شتّى، وأذن له في الإفتاء فأفتى في شبيبته، وسمع في الصّغر من الفرّاء، وابن الواسطي، ثم طلب بنفسه بعد العشر وسبعمائة، وأجازه والده، والمنجّى التنوخي، وابن القوّاس، وابن عساكر. وفي مشايخه كثرة.

ودرّس بعدة مدارس، ثم طلب في آخر عمره إلى مصر ليدرّس بمدرسة السّلطان حسن. وولي مشيخة سعيد السعداء، وأقبل عليه أهل [٢] مصر وأخذوا عنه، وأقام بها مدة يدرّس ويشغل ويفتي، ورأس على أقرانه إلى أن ولي القضاء بدمشق بعد جمال الدّين المرداوي سنة سبع وستين، وكان عنده مداراة وحبّ

---

[١] انظر «المعجم المختص» ص (١٦) و «ذيل طبقات الحنابلة» (٢/ ٣٥٨) و «الوفيات» لابن رافع (٢/ ٣٥٤) و «ذيل العبر» لابن العراقي (٢/ ٤٩٤- ٢٩٥) و «الدّرر الكامنة» (١/ ١٢٠- ١٢١) و «النجوم الزاهرة» (١١/ ١٠٨) و «الدارس في تاريخ المدارس» (٢/ ٤٤- ٤٦) و «القلائد الجوهرية» (٢/ ٤٩١- ٤٩٢) و «المعجم المختص» ص (١٦) .
[٢] لفظة «أهل» سقطت من «آ» .