فيها قويت فتن جكم، وشيخ، ونوروز، حتى بويع جكم بالسلطنة بالشام، ولقّب بالعادل، ثم قتل في أثناء ذلك، كبا به فرسه فمات.
وفيها توفي صارم الدّين إبراهيم بن محمد بن أيدمر بن دقماق الحنفي [١] .
ولد بمصر في حدود خمسين وسبعمائة، وتزيا بزي الجند، وطلب العلم، وتفقه يسيرا، ومال إلى الأدب، ثم حبّب إليه التاريخ فمال إليه بكلّيته، وكتب الكثير، وصنّف.
قال الشيخ تقي الدّين المقريزي: مال إلى فنّ التاريخ، فأكبّ عليه حتّى كتب نحو مائتي سفر من تأليفه وغيره، وكتب تاريخا كبيرا على السنين، وآخر على الحروف، وأخبار الدولة التركية في مجلدين، وأفرد سيرة الملك الظّاهر برقوق، وكتب «طبقات الحنفية» وامتحن بسببها، وكان عارفا بأمور الدولة التّركية ومذاكرا بجملة أخبارها، مستحضرا لتراجم أمرائها، ويشارك في أخبار غيرها مشاركة جيدة، وكان جميل العشرة، فكه المحاضرة، كثير التّودّد، حافظا للسانه من الوقيعة في الناس، لا تراه يذمّ أحدا من معارفه بل يتجاوز عن ذكر ما هو مشهور عنهم مما يرمى به أحدهم، ويعتذر عنهم بكل طريق، صحبته مدة، وجاورني سنين. انتهى كلام المقريزي.
[١] ترجمته في «إنباء الغمر» (٦/ ١٦) و «الضوء اللامع» (١/ ١٤٥) و «الطبقات السنية» (١/ ٢٢٥- ٢٢٦) .