فيها ظهر اختلال الدولة العباسية، وجيّشت الغوغاء ببغداد، فركب الجند، وسبب ذلك كثرة الظلم من الوزير حامد بن العبّاس، فقصدت العامة داره، فحاربتهم غلمانه، وكان له مماليك كثيرة، فدام القتال أياما، وقتل عدد كثير، ثم استفحل البلاء، ووقع النهب في بغداد.
وجرت فيها فتن وحروب بمصر، وملك العبيديون جيزة الفسطاط، فجزعت الخلق وشرعوا في الهرب.
وفيها توفي الحافظ أبو الحسن علي بن سراج بن أبي الأزهر المصري [١] ، وكان من الضعفاء لفسقه بشرب المسكر.
قال الحافظ ابن ناصر الدّين في «بديعة البيان» :
ثمّ علي بن سراج المصري ... حوّله شرابه ففرّ
أي: حوّله عن العدالة إلى الفسق وعدم قبول الرّواية.
شربه المسكر ففرّ، أي: انفر منه وهو أمر من الفرار.
[١] كذا في الأصل والمطبوع، و «تاريخ بغداد» (١١/ ٤٣١) و «ميزان الاعتدال» (٣/ ١٣١) و «لسان الميزان» (٤/ ٢٣٠) : «المصري» وفي «تذكرة الحفاظ» (٢/ ٧٥٦) و «طبقات الحفاظ» ص (٣١٨) : «البصري» .