فيها سار صلاح الدّين، فأخذ منبج، ثم نازل قلعة عزاز مدة، وقفز على الإسماعيلية فجرحوه في فخذه، وأخذوا فقتلوا، وافتتح القلعة.
وفيها توفي الحافظ ابن عساكر صاحب «التاريخ» الثمانين مجلدة [١]
[١] واسمه الكامل «تاريخ دمشق حماها الله وذكر فضلها وتسمية من حلّها من الأوائل، أو اجتاز بنواحيها من وارديها وأهلها» وهو من أحسن ما كتب في تاريخ البلدان، ترجم فيه ابن عساكر للأعيان والمحدّثين والقادة وسواهم من مشاهير الزمان منذ عصر الصحابة وحتى الزمن الذي عاش فيه، وقد رتب الأسماء على حروف المعجم مع تقديم تراجم من سمي ب «أحمد» على من سواهم. وقد شرع المجمع العلمي العربي بدمشق (مجمع اللغة العربية) في عهد رئيسه الأول العلّامة المؤرخ الأستاذ محمد كرد علي بنشر هذا الكتاب العظيم فأخرج المجلدتين الأولى والثانية بتحقيق الأستاذ الدكتور صلاح الدّين المنجد، والمجلدة العاشرة بتحقيق الأستاذ الشيخ محمد أحمد دهمان، وبعد فترة طويلة تابع المجمع نشر الكتاب فأخرج مجلدة أخرى تضم تراجم (عاصم- عائذ) بتحقيق الأستاذ الدكتور شكري فيصل ومشاركة بعض الأساتذة، وتلتها مجلدة أخرى ضمت تراجم (عبادة بن أوفى- عبد الله بن ثوب) وقد تولى تحقيقها الأستاذ الدكتور شكري فيصل والأستاذان رياض عبد الحميد مراد وروحية النحاس، ثم تلتها مجلدة أخرى ضمت تراجم (عبد الله بن جابر- عبد الله بن زيد) تولى تحقيقها الأستاذ الدكتور شكري فيصل والأستاذان سكينة الشهابي ومطاع الطرابيشي، ثم صدرت المجلدة الأخيرة من الكتاب المشتملة على تراجم النساء وقد تولت تحقيقها الأستاذة سكينة الشهابي، ثم صدرت بعض المجلدات الأخرى من الكتاب بتحقيق عدد من الأفاضل، وقد ترامى إلى سمعي أن مؤسسة الرسالة في بيروت تزمع على إعادة نشر الكتاب كاملا بتحقيق جديد ومنهج جديد.