للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سنة ثمان وستين ومائتين]

فيها غزا نائب الثغور الشّامية خلف التركي الطولوني، فقتل من الرّوم بضعة عشر ألفا، وغنموا غنيمة هائلة، حتّى بلغ السهم أربعين دينارا.

وفيها كان المسلمون يحاصرون الخبيث مقدّم الزّنج [١] في مدينته المسمّاة بالمختارة.

وفيها توفي الإمام محدّث مرو، أحمد بن سيّار المروزيّ الحافظ، مصنّف «تاريخ مرو» في منتصف شهر ربيع الآخر ليلة الاثنين. سمع إسحاق بن راهويه، وعفّان، وطبقتهما، وكان يشبّه في عصره بابن المبارك علما وزهدا، وكان صاحب وجه في مذهب الإمام الشافعي. نقل عنه الرّافعيّ أنه أوجب الأذان للجمعة دون غيرها، وأن الواجب من الأذانين لها هو الذي يفعل بين يدي الخطيب [٢] .

وفيها أبو عبد المؤمن أحمد بن شيبان الرّمليّ في صفر. روى عن ابن عيينة وجماعة، ووثّقه الحاكم، وقال ابن حبّان: يخطئ.


[١] هو علي بن محمد بن عبد الرحيم العقبسي، أحد الخوارج على الدولة العباسية، ادّعى أنه من أهل البيت، وقد التفّ حوله خلق كثير من الزّنج الذين كانوا يكسحون السباج بظاهر البصرة، وعظمت فتنته واستمرت من سنة (٢٥٥) إلى سنة (٢٧٠) هـ حيث قتله عساكر الموفق. انظر تفاصيل ذلك في «تاريخ الطبري» ، و «الكامل في التاريخ» لابن الأثير.
[٢] انظر ترجمته ومصادرها في «سير أعلام النبلاء» للذهبي (١٢/ ٦٠٩- ٦١١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>