وقام بتهذيبه العلّامة المحدّث المؤرخ الشيخ عبد القادر بدران الدوماني الدمشقي المتوفى سنة (١٣٤٦) هـ، وقد نشرت المكتبة العربية بدمشق سبعة أجزاء منه، خمسة منها نشرت في حياته، واثنان نشرا بعد وفاته بعناية الأستاذ أحمد عبيد.
٢٠- السّهيلي
هو عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد الخثعمي الأندلسي المالقي السّهيلي، أبو القاسم، وأبو زيد، الإمام الحافظ النحوي المؤرّخ، صاحب «الروض الأنف» ، و «التعريف والإعلام بما أبهم في القرآن من الأسماء والأعلام» ، وغير ذلك من المصنفات المفيدة.
ولد بوادي سهيل من إقليم مالقه بالأندلس سنة (٥٠٨) هـ، وسمع من ابن العربي، وطائفة، وأخذ النحو والأدب عن ابن الطّراوة، والقراءات عن أبي داود الصغير سليمان بن يحيى.
وعمي وعمره سبعة عشرة سنة.
ولما نبغ، اتصل خبره بصاحب مراكش فطلبه إليها وأكرمه، فأقام يصنف كتبه إلى أن توفي بها سنة إحدى وثمانين وخمسمائة.
وكان إماما في لسان العرب، واسع المعرفة، غزير العلم، نحويا متقدما لغويا، عالما بالتفسير، وصناعة الحديث، عارفا بالرّجال وبالتاريخ، ذكيا نبيها، صاحب استنباطات.
وهو صاحب الأبيات:
يا من يرى ما في الضّمير ويسمع ... أنت المعدّ لكلّ ما يتوقّع
يا من يرجّى للشّدائد كلّها ... يا من إليه المشتكى والمفزع
يا من خزائن رزقه في قول كن ... أمنن فإنّ الخير عندك أجمع