للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سنة تسع وسبعين وثمانمائة]

فيها تقريبا توفي المولى حسن جلبي بن محمد شاه الفناري الحنفي [١] الإمام العلّامة.

قال في «الشقائق» : كان عالما، فاضلا، قسّم أيّامه بين العلم والعبادة، وكان يلبس الثياب الخشنة، ولا يركب دابة للتواضع، وكان يحبّ الفقراء والمساكين، ويعاشر الصّوفية. وكان مدرّسا بالمدرسة الحلبية بأدرنة، وكان ابن عمّه المولى علي الفناري قاضيا بالعسكر في أيام السلطان محمد خان، فدخل عليه، وقال:

استأذن من السلطان إني أريد أن أذهب إلى مصر لقراءة كتاب [٢] «مغني اللبيب» في النحو على رجل مغربي سمعته بمصر يعرف ذلك الكتاب غاية المعرفة، فعرضه على السلطان فأذن له، وقال: قد اختل دماغ ذلك المرء، وكان السلطان محمد لا يحبه لأجل أنه صنّف «حواشيه على التلويح» باسم السلطان بايزيد في حياة والده، ثم إنه دخل إلى مصر، وكتب كتاب «مغني اللبيب» بتمامه، وقرأه على ذلك المغربي قراءة تحقيق وإتقان، وكتب ذلك المغربي بخطّه على ظهر كتابه إجازة له في ذلك الكتاب، وقرأ هناك «صحيح البخاري» على بعض تلامذة ابن حجر، وحصل له منه إجازة في ذلك الكتاب، وفي رواية الحديث عنه، ثم إنه حجّ، وأتى بلاد الرّوم، وأرسل كتاب «مغني اللبيب» إلى السلطان محمد، فلما نظر فيه زال عنه تكدر خاطره عليه، وأعطاه مدرسة أزنيق، ثم إحدى الثمان، وكان يذهب بعد الدرس إلى زيارة قاضي زادة، وفي الغد يزوره قاضي زاده، ثم عيّن له في كل يوم


[١] ترجمته في «الضوء اللامع» (٣/ ١٢٧) وفيه وفاته سنة (٨٨٦) و «الشقائق النعمانية» ص (١١٤- ١١٥) والبدر الطالع» (١/ ٢٠٨) وفيه وفاته سنة (٨٨٦) و «الأعلام» (٢/ ٢١٦- ٢١٧) وفيه أيضا وفاته سنة (٨٨٦) .
[٢] لفظة «كتاب» سقطت من «ط» .

<<  <  ج: ص:  >  >>