فيها، بل في التي قبلها كما جزم به في «الشذور» ، توفيت شجاع أمّ المتوكل، وكانت خيّرة كثيرة الرغبة في الخير، وخلّفت من العين خمسة آلاف ألف دينار وخمسين ألف دينار، ومن الجوهر قيمته ألف ألف دينار، ولا يعرف امرأة رأت ابنها وهو جدّ وثلاثة أولاد ولاة عهود إلّا هي. قاله في «الشذور» .
وفيها توفي الإمام العلم أبو جعفر أحمد بن صالح الطبريّ ثم المصريّ الحافظ. سمع ابن عيينة، وابن وهب، وخلقا. وكان ثقة.
قال محمد بن عبد الله بن نمير: إذا جاوزت الفرات فليس أحد مثل أحمد ابن صالح.
وقال ابن وارة الحافظ: أحمد بن حنبل ببغداد، وأحمد بن صالح بمصر، وابن نمير بالكوفة، والنفيليّ بحرّان، هؤلاء أركان الدّين.
وقال يعقوب الفسويّ: كتبت عن ألف شيخ حجتي فيما بيني وبين الله رجلان: أحمد بن صالح، وأحمد بن حنبل.
وفيها الحسين بن علي الكرابيسيّ الفقيه المتكلم أبو علي ببغداد، وقيل مات في سنة خمس وأربعين. تفقه على الشافعيّ، وسمع من إسحاق الأزرق وجماعة، وصنف التصانيف، وكان متضلّعا من الفقه والحديث والأصول ومعرفة الرّجال.