للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سنة ست وستين وأربعمائة]

فيها كان الغرق الكثير ببغداد، فهلك خلق تحت الردم، وأقيمت الجمعة في الطيّار [١] على ظهر الماء، وكان الموج كالجبال، وبعض المحال غرقت بالكليّة، وبقيت كأن لم تكن، وقيل: إن ارتفاع الماء بلغ ثلاثين ذراعا.

وفيها توفي أبو سهل الحفصي، محمد بن أحمد بن عبيد الله المروزي، راوي «الصحيح» عن الكشميهني، كان رجلا عاميّا مباركا. سمع منه نظام الملك، وأكرمه، وأجزل صلته. قاله في «العبر» [٢] .

وفيها- أو في التي قبلها كما جزم به ابن قاضي شهبة [٣]- طاهر بن عبد الله أبو الرّبيع الإيلاقي- بالكسر والتحتية نسبة إلى إيلاق، ناحية من بلاد الشّاش- التّركي.

قال ابن شهبة: من أصحابنا أصحاب الوجوه، تفقه بمرو على القفّال، وببخارى على الحليمي، وبنيسابور على الزيادي، وأخذ الأصول عن أبي إسحاق الإسفراييني، وتفقه عليه أهل الشّاش، وكان إمام بلاده.

وفيها أبو محمد الكتّاني عبد العزيز بن أحمد التميمي الدمشقي


[١] الطيار: نوع من أنواع السفن كان يسير في نهر دجلة آنذاك. انظر حاشية «العبر» (٣/ ٢٦٣) .
[٢] (٣/ ٢٦٣) .
[٣] انظر «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (١/ ٢٦٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>