وكان العلّامة الشيخ يوسف النبهاني رحمه الله قد أفرد من هذا الكتاب الأحاديث التي وردت في «الصحيحين» فقط في جزء صغير، وقد طبع منذ سنوات طويلة في مصر [١] .
وطبع الثالث منها في مجلد كبير في الكويت بتحقيق الأستاذ الشيخ محمد ناصر الدين الألباني، وهي طبعة جيدة نافعة، وقد صدرت فيما بعد عن المكتب الإسلامي ببيروت.
٢٥- النّووي
هو يحيى بن شرف بن مري بن حسن بن حسين بن محمد بن جمعة بن حزام النووي الدمشقي، أبو زكريا، الإمام الحافظ المؤرّخ الفقيه، صاحب «روضة الطالبين» ، و «تهذيب الأسماء واللغات» ، و «الأذكار» ، و «الأربعين» ، وغير ذلك من المصنفات المفيدة النافعة.
ولد في نوى من أرض حوران في الجنوب الغربي من سورية، وذلك في العشر الأوسط من شهر الله المحرم سنة إحدى وثلاثين وستمائة، ونشأ نشأة صالحة، وشرع بحفظ القرآن الكريم وهو صغير، ولما بلغ التاسعة عشرة من عمره قدم به والده إلى دمشق لطلب العلم، فسكن المدرسة الرواحية، وأخذ العلم عن جمهرة غفيرة من العلماء الكبار في الشام آنذاك، منهم الرضي بن البرهان، وشيخ الشيوخ عبد العزيز بن محمد الأنصاري، وزين الدين عبد الدائم، وعماد الدين بن عبد الكريم الحرستاني، وزين الدين أبي البقاء خالد بن يوسف المقدسي النابلسي، والشيخ المحقّق إبراهيم بن عيسى المرادي الأندلسي، والقاضي التفليسي، وقرأ على ابن مالك كتابا من تصنيفه، ولازم الاشتغال والتصنيف ونشر العلم والعبادة والذكر، والصبر على العيش الخشن في المأكل، والملبس بما لا مزيد عليه. وتخرّج به جماعة من العلماء، منهم
[١] ويقوم بتحقيقه الآن صديقنا الفاضل الأستاذ مأمون الصاغرجي، وسوف يصدر عن دار ابن كثير بدمشق وبيروت قريبا.