للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سنة خمس وثمانمائة]

فيها استولى تمرلنك على أبي يزيد بن عثمان وأسر ولده موسى، ثم مات أبو يزيد في الأسر إمّا من القهر أو من غيره، وكان أبو يزيد من خيار ملوك الأرض، ولم يكن يلقّب [بلقب] ولا أحد من أبنائه وذريته، ولا دعي بسلطان ولا ملك، وإنما يقال الأمير تارة، وخوند [١] خان تارة أخرى، وكان مهابا يحبّ العلم والعلماء، ويكرم أهل القرآن، وكان يجلس بكرة النهار في مراح من الأرض متسع ويقف الناس بالبعد منه بحيث يراهم، فمن كانت له ظلامة رفعها إليه فأزالها في الحال، وكان الأمن في بلاده فاشيا للغاية، وكان يشترط [٢] على كل من يخدمه أن لا يكذب ولا يخون، إلى غير ذلك من الأوصاف الحسنة، وترك لما مات [من الأولاد] سليمان [٣] ، ومحمدا، وموسى، وعيسى، فاستقلّ بالملك سليمان [٣] وسيأتي شيء من ذكره في ترجمة تيمور [٤] .

وفيها استولى تيمور على غالب البلاد الرّومية ورجع إلى بلاده في شعبان من هذه السنة.

وفيها استشهد سعد الدّين أبو البركات محمد بن أحمد بن علي بن صبر الدّين [٥] ، ملك الحبشة.


[١] قال الشيخ محمد أحمد دهمان في «معجم الألفاظ التاريخية» ص (٧٠) : الخوند: في الفارسية، السيد العظيم أو الأمير، استعملت في العربية لقبا بمعنى السيد أو السيدة.
[٢] في «ط» و «إنباء الغمر» : «يشرط» .
[٣] في «آ» و «ط» : «سلمان» والتصحيح من «إنباء الغمر» مصدر المؤلف.
[٤] انظر «إنباء الغمر» (٥/ ٥٥- ٦٠) وما بين الحاصرتين في الخبر مستدرك منه.
[٥] ترجمته في «إنباء الغمر» (٥/ ٨٨) و «الضوء اللامع» (٧/ ١٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>