للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وغيره، وأخذ ببغداد عن شمس الدّين الكرماني الحديث و «شرحه للبخاري» ومهر في أنواع العلوم، وأقبل على التدريس، وشغل الطلبة، وعمل على البيضاوي شرحا، وتحوّل من تبريز لما خرّبه الدعادعة وهم أصحاب طقتمش [١] خان إلى ماردين، فأقام بها مدة، ثم راسله [٢] مرزا ابن اللّنك، وقدم عليه تبريز فبالغ في إكرامه فأقام بها، وكتب على «الكشاف» حواشي، وشرح «الأربعين النواوية» .

وكان زاهدا، عابدا، معرضا، عن أمور الدنيا، مقبلا على العلم، حجّ وزار المدينة وجاور بها سنة، وكان لا يرى مهموما قطّ. ورجع إلى الجزيرة لما كثر الظّلم في تبريز فقطنها إلى أن توفي بها، وخلّف ولدين بدر الدّين محمد، وجمال الدّين محمد.

وفيها يوسف بن حسين الكردي الشّافعي [٣] نزيل دمشق.

كان عالما، صالحا، معتقدا، تفقّه وحصّل.

قال الشيخ شهاب الدّين الملكاوي: قدمت من حلب سنة أربع [٤] وستين وسبعمائة، وهو كبير يشار إليه، وكان يميل إلى السّنّة وينكر على الأكراد في عقائدهم وبدعتهم، وكان له اختيارات، منها المسح على الجوربين مطلقا، وكان يفعله، وله فيه مؤلّف لطيف، جمع فيه أحاديث وآثارا. ومنهاج تزويج الصغيرة التي لا أب لها ولا جدّ.

وقال ابن حجي: كان يميل إلى ابن تيميّة ويعتقد صواب ما يقول في الفروع والأصول، وكان من يحبّ ابن تيميّة يجتمع إليه، وكان قد ولي مشيخة الخانقاه الصّالحيّة، وأعاد بالظاهرية، وقد وقع بينه وبين ولده الشيخ زين الدّين عبد الرحمن الواعظ بسبب العقيدة، وتهاجرا مدة، إلى أن وقعت فتنة اللّنك فتصالحا، ثم جلس مع الشهود، وأحسن إليه ولده في فاقته ولم يلبث أن مات في شوال.


[١] في «ط» : «ظغتمش» وهو خطأ.
[٢] في «ط» : «أرسله» وهو خطأ.
[٣] ترجمته في «إنباء الغمر» (٥/ ٥٤- ٥٥) و «الضوء اللامع» (١٠/ ٣١١) .
[٤] تحرفت في «ط» إلى «ربع» .

<<  <  ج: ص:  >  >>