للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سنة اثنتين وستين وسبعمائة]

استهلت والفناء بالدّيار المصرية فاش، وحصل للسلطان مرض ثم عوفي، ثم لما كان يوم الأربعاء تاسع جمادى الأولى وثب يلبغا الخاسكي وركب معه جماعة من الأمراء، وباتوا تحت القلعة، ثم هجموا على السلطان النّاصر وقبضوا عليه، ثم أحضروا صلاح الدّين محمد بن المظفّر حاجي بن الناصر محمد وأجلسوه على الكرسي وحلفوا له، ولقّبوه الملك المنصور، وعذبوا الناصر حتّى هلك بعد أيام، ودفنوه في مصطبة في داره، وكانت مدة سلطنته الأولى ثلاث سنين وتسعة أشهر، والثانية ست سنين وسبعة أشهر وأيام، ومات ولم يكمل ثلاثين سنة، وخلّف عشرة ذكور وست إناث، وصار المتكلّم في المملكة يلبغا.

وفيها توفي شهاب الدّين أبو العبّاس أحمد بن موسى الزّرعي الشيخ الصّالح المعمّر الحنبلي [١] أحد الآمرين بالمعروف والنّاهين عن المنكر.

كان فيه إقدام على الملوك وإبطال مظالم كثيرة، وصحب الشيخ تقي الدّين [٢] دهرا وانتفع به، وكان له وجاهة عند الخاص والعام، ولديه تقشف وزهد.

توفي بمدينة حبراص في المحرّم.


[١] انظر «ذيول العبر» ص (٣٤٥) و «النجوم الزاهرة» (١١/ ١٢) و «البداية والنهاية» (١٤/ ٢٧٤) و «ذيل العبر» لابن العراقي (١/ ٥٩) بتحقيق الدكتور صالح مهدي عباس، طبع مؤسسة الرسالة، و «الدّرر الكامنة» (١/ ٣٢٤) و «لحظ الألحاظ» ص (١٣٠) و «المقصد الأرشد» (١/ ١٩٨) .
[٢] يعني ابن تيمية رحمه الله تعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>