وفيها الحافظ علاء الدّين مغلطاي بن قليج بن عبد الله الحكري الحنفي [١] صاحب التصانيف.
قال الصّفدي: سمع من التّاج أحمد بن علي بن دقيق العيد أخي الشيخ تقي الدّين، ومن الواني، والحسيني، وغيرهما. وأكثر جدا من القراءة والسماع، وكتب الطّباق، وكان قد لازم الجلال القزويني، فلما مات ابن سيّد الناس تكلّم له مع السلطان، فولّاه تدريس الحديث بالظّاهرية، فقام الناس بسبب ذلك وقعدوا، وبالغوا في ذمّه وهجوه، فلما كان في سنة خمس وأربعين وقف له العلائيّ لما رحل إلى القاهرة على كتاب جمعه في العشق تعرّض فيه لذكر الصّدّيقة عائشة رضي الله تعالى عنها، فأنكر عليه ذلك، ورفع أمره إلى الموفق الحنبلي، فاعتقله بعد أن عزّره فانتصر له ابن البابا وخلّصه، وكان يحفظ «الفصيح» لثعلب.
ومن تصانيفه «شرح البخاري» و «ذيل المؤتلف والمختلف» و «الزهر الباسم» في السيرة النبوية.
قال الشهاب ابن رجب: تصانيفه نحو المائة أو أزيد، وله مآخذ على أهل اللغة، وعلى كثير من المحدّثين. قال: وأنشدني لنفسه في «الواضح المبين» شعرا يدلّ على استهتاره وضعفه في الدّين.
وقال زين الدّين بن رجب: كان عارفا بالأنساب معرفة جيدة، وأما غيرها من متعلقات الحديث فله بها خبرة متوسطة، وتصانيفه كثيرة جدا.
توفي في رابع عشر شعبان.
[١] انظر «النجوم الزاهرة» (١١/ ٩) و «ذيل العبر» لابن العراقي (١/ ٧٠) و «الدّرر الكامنة» (٤/ ٣٥٢- ٣٥٤) و «حسن المحاضرة» (١/ ٣٥٩) و «ذيل طبقات الحفّاظ» ص (٣٦٥) و «لحظ الألحاظ» ص (١٣٣) و «البدر الطالع» (٢/ ٣١٢- ٣١٣) ومقدمة صديقنا الفاضل الأستاذ إبراهيم صالح لكتاب المترجم «تاج التراجم» وهي مفيدة نافعة.