فيها كان الفداء الذي لم يسمع بمثله حتّى لم يبق بأيدي الرّوم مسلم إلّا فودي به.
وفيها توهّم الرّشيد في علي بن عيسى بن ماهان أمير خراسان الخروج، فسار حتّى نزل بالرّيّ، فبادر إليه علي بأموال، وجواهر، وتحف، تتجاوز الوصف، فأعجب الرّشيد وردّه على عمله.
وفيها توفي في صحبة الرّشيد شيخ القراءات والنحو الإمام أبو الحسن عليّ بن حمزة الأسديّ الكوفيّ الكسائيّ، أحد السبعة، قرأ على حمزة، وأدّب الرّشيد وولده الأمين، وهو من تلامذة الخليل.
قال الشّافعيّ: من أراد أن يتبحّر في النحو فهو عيال على الكسائيّ.
وعنه قال: من تبحّر في النحو اهتدى إلى جميع العلوم.
وقال: لا أسأل عن مسألة في الفقه إلّا أجبت عنها من قواعد النحو، فقال له محمد بن الحسن: ما تقول فيمن سها في سجود السهو، يسجد؟
قال: لا، لأن المصغّر لا يصغّر.
وله مع اليزيدي وسيبويه مناظرات كثيرة. توفي بالرّيّ صحبة هارون.
وفي ذلك اليوم مات محمد بن الحسن الحنفيّ، فقال الرّشيد: دفنت