توفي شهاب الدّين أبو الخير أحمد بن عمر بن محمد بن أبي الرّضا [١] قاضي القضاة الحموي الشافعي، نزيل حلب.
اشتغل في الفقه وغيره، وأخذ عن العلّامة شرف الدّين يعقوب خطيب قلعة حماة، ورحل إلى الشام، وقرأ على أهلها، ورحل إلى القاهرة، واشتغل بها، وقدم حلب سنة بضع وسبعين قاضي العسكر ومفتي دار العدل، فأقام بها يفتي ويفيد، ثم تولى قضاء حلب فحمدت سيرته.
ذكره الحافظ برهان الدّين الحلبي سبط ابن العجمي فقال: فريد الشام ذكاء ومعرفة ودهاء وحفظا، غير أنه كان له أناس يعادونه وما يصنعه يخرجونه في قوالب رديئة ويتكلمون فيه بأشياء ليست فيه، ولكن الحسد حملهم على ذلك، وكان أوحد العلماء، متقنا، متفننا، أستاذا في القراءات وتوجيهها، والتفسير، والمعاني، والبيان، والبديع، والعروض، والنّظم، والنّثر الفائق، والإنشاء، عالما بالفقه والأصلين، ويحفظ جملة صالحة من الحديث وصناعته، يكاد يحفظ «شرح مسلم» و «معالم السنن» للخطابي، وكان أستاذا في معرفة الطبّ والعلاج، وهو رجل غريب في بابه، وكان يحافظ على الجلوس في المسجد لا يكاد يخرج منه إلّا لحاجته، وعنده حشمة، وله سياسة وكياسة، يعظّم العلم وأهله، ولا يقدّم عليهم أحدا. لم أر بحلب أحدا بعده من أهلها أعلم منه ولا من غيرها إلّا ما كان من شيخنا سراج الدّين البلقيني، إلى أن قال: وله مؤلفات
[١] انظر «الدّرر الكامنة» (١/ ٢٢٧) و «إنباء الغمر» (٢/ ٣٥٨) و «النجوم الزاهرة» (١١/ ٣٥٢، ٣٨٢) و «الأعلام» (١/ ١٨٧) .