للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نفيسة، منها كتاب «الناسخ والمنسوخ» وكتاب في فنون القراءات [١] مجلد ضخم، ونظم «غريب القرآن» للعزيزي على قافية «الشّاطبية» ووزنها، وكتاب «مفاخرة بين السيف والقلم» وكتاب ليس فيه حرف معجم، وغير ذلك. ودخل بين التّرك فأخذ وحبس بالقلعة، ثم حمل مقيّدا إلى قريب من خان شيخون وقتل هناك في ذي القعدة، ثم نقل إلى حماة إلى مقبرة والده وأهله.

وقال العيني في «تاريخه» : قتل شرّ قتلة، وكان ذلك أقلّ جزائه، فإن الظّاهر هو الذي جعله من أعيان الناس وولّاه القضاء من غير بذل ولا سعي، فجازاه بأن أفتى في حقّه بما أفتى، وقام في نصر أعدائه بما قام، وشهر السّيف، وركب بنفسه والمنادي بين يديه ينادي [٢] : قوموا انصروا الدولة المنصورية بأنفسكم وأموالكم، فإن الظّاهر من المفسدين العصاة الخارجين، فإن سلطنته ما صادفت محلا، إلى غير ذلك، وكان عنده بعض شيء من العلم، ولكنه كان يرى نفسه في مقام عظيم، وكان مولعا بثلب أعراض الكبار، وكان باطنه رديئا وقلبه خبيثا.

قال: وسمعت أنه كان يقع في حقّ الإمام أبي حنيفة. انتهى كلام العيني ملخصا.

وفيها شهاب الدّين أحمد بن زين الدّين عمر بن الشّهاب محمود بن سلمان [٣] بن فهد الحلبي الأصل الدمشقي، المعروف بالقنّبيط [٤] .

قال ابن حجر: ولد سنة عشر أو نحوها، وسمع من أمين الدّين محمد بن أبي بكر بن النّحاس وغيره، ووقع في الدّست، فكان أكبرهم سنا وأقدمهم.

مات في ربيع الأول عن ثمانين سنة وزيادة ولم يحدّث شيئا، وهو الذي أراد صاحبنا شمس الدّين بن الجزري بقوله:


[١] في «ط» : «القرآن» .
[٢] في «ط» : «والمنادي ينادي بين يديه» .
[٣] تحرفت في «ط» إلى «سليمان» .
[٤] انظر «إنباء الغمر» (٢/ ٣٦٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>