إن يندبوك فقد ثلّت عروشهم ... وأصبح العلم مرثيّا ومندوبا
ومن أعاجيب ما جاء الزّمان به ... وقد يبين لنا الدّهر الأعاجيبا
أن قد طوتك غموض الأرض في لحف ... وكنت تملأ منها السّهل واللّوبا
قلت: وقد قامت شهرته على كتابيه «التاريخ» ، و «التفسير» ، وقد طبع الأول منهما في مصر طبعة متقنة في دار المعارف بتحقيق المحقق المعروف الأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم.
وطبع من الثاني ستة عشر مجلدا في دار المعارف أيضا، وقد تولى تحقيقها العالم المحقّق الأستاذ محمود محمد شاكر، بإشراف شقيقه العلّامة المحقّق الشيخ أحمد محمد شاكر رحمه الله في أجزائه الأولى، ثم انفرد بتحقيقه في بقيتها. ونسأل الله عزّ وجلّ أن يلهم محقّقه متابعة تحقيق ما بقي من أجزائه، إنه تعالى خير مسؤول.
١٢- ابن أبي حاتم
هو عبد الرحمن بن محمد بن إدريس بن المنذر بن داود بن مهران الرّازي الحنظلي الغطفاني، أبو محمد، المعروف بابن أبي حاتم، لأن كنية أبيه أبو حاتم. صاحب كتاب «الجرح والتعديل» ، وغير ذلك من المصنفات المشهورة.
ولد سنة أربعين أو إحدى وأربعين ومائتين بالرّيّ، ولم يدعه أبوه الإمام العالم الكبير أبو حاتم الرازي يطلب الحديث حتى قرأ القرآن على الفضل بن شاذان، وهو من العلماء المقرئين، ثم شرع في الطلب على أبيه، وعلى الإمام أبي زرعة الرازي، وغيرهما من محدّثي بلده الرّي.
قال أبو الحسن علي بن إبراهيم الرازي في ترجمة عملها لابن أبي حاتم: