للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سنة اثنتين وثلاثين ومائة]

فيها ابتداء دولة العباسيين، وبويع أبو العبّاس السّفّاح عبد الله بن محمّد بن علي بن عبد الله بن عبّاس بالكوفة، وجهّز عمه عبد الله بن علي لمحاربة مروان ابن محمّد الجعدي، فزحف مروان إليه في مائة ألف، إلى أن نزل بالزّاب [١] دون الموصل، فالتقوا في جمادى الآخرة، فانكسر مروان، واستولى عبد الله بن علي على الجزيرة، وطلب الشام، وهرب مروان إلى مصر، فأتبعهم [٢] أيضا، فأدركهم بفلسطين، فأوقع بهم بضعا وثمانين رجلا، ثم عبر مروان النيل طالبا الحبشة، فلحقه صالح بن علي عمّ السّفّاح، فأدركه بقرية من قرى الفيّوم من أرض مصر يقال لها بوصير [٣] فوافاه صائما وقد قدّم له الفطور، فسمع الصائح، فخرج وسيفه مصلت، فجعل يضرب بسيفه ويتمثل بقول الحجّاج بن حكيم:

متقلّدين صفائحا هنديّة ... يتركن من ضربوا كأن لم يولد


[١] نهر يسمى الزّاب الأعلى، وهو بين الموصل وإربل. انظر «معجم البلدان» لياقوت (٣/ ١٢٣- ١٢٤) .
[٢] في المطبوع: «فأنبعهم» وهو تصحيف.
[٣] في الأصل: «بوصيري» وهو خطأ، وأثبت ما جاء في المطبوع، وهو الصواب، انظر خبرها في «معجم البلدان» لياقوت (١/ ٥٠٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>