للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القاضي، وأبو بكر بن أبي داود، وغيرهم.

وقد جمع، وصنّف، وذاكر الحفّاظ، وتميّز، وتقدّم على أقرانه لمعرفته وعلوّ سنده.

قال الذهبي: لمّا قدم أهل الرّيّ إلى دمشق أعجبهم علم أبي زرعة، فكنّوا صاحبهم الحافظ عبيد الله بن عبد الكريم بكنيته.

وقال ابن ناصر الدين: علم، حافظ، ثبت.

مات سنة إحدى وثمانين ومائتين [١] .

قلت: و «تاريخه» منشور في «مجمع اللغة العربية» بدمشق في مجلدين بتحقيق الأستاذ شكر الله بن نعمة الله القوجاني، وهي نشرة جيدة متقنة.

١٠- أبو حنيفة الدّينوري

هو أحمد بن داود بن ونند الدينوري، أبو حنيفة، الإمام المؤرّخ، المهندس، النباتي، أحد نوابغ الدهر، صاحب «الأخبار الطوال» ، وغير ذلك من المصنفات.

ولد في مدينة الدينور من أعمال الجبال بأرض فارس [٢] ، ونشأ في أسرة من أصل فارسي، وقد عاش معظم حياته في تلك المدينة، وأمضى شبابه في الرحلات، وقادته هذه الرحلات إلى بلاد ما بين النهرين، ثم امتدت به أسفاره إلى المدينة المنورة، وإلى بيت المقدس، وإلى شواطئ الجزيرة العربية من جهة الخليج، فعاش في هذه البلدان فترات مختلفة، ثم انتقل إلى أصفهان سنة (٢٣٥) هـ وعاش بها مدة، اشتغل فيها برصد الكواكب.

قال أبو حيّان: الذي أقوله وأعتقده، وآخذ به، وأستهام عليه، أني لم أجد


[١] وهو ما ذكره الذهبي في «سير أعلام النبلاء» ، وابن العماد في «شذرات الذهب» ، وقيل غير ذلك.
[٢] انظر «معجم البلدان» لياقوت (٢/ ٥٤٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>