للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سنة تسع عشرة وثمانمائة]

استهلت والغلاء والطّاعون باقيين زائدين بمصر وطرابلس، حتى قيل مات بطرابلس في عشرة أيام عشرة آلاف نفس، وتواتر انتشار الطّاعون في البلاد، حتّى قيل إن أهل أصبهان لم يبق منهم إلّا النّادر، وأن أهل فاس أحصوا من مات منهم في شهر واحد فكانوا ستة وثلاثين ألفا، حتى كادت البلدان تخلو من أهلها [١] .

وفيها أمر السلطان الخطباء إذا وصلوا إلى الدّعاء له في الخطبة أن يهبطوا من المنبر درجة أدبا ليكون اسم الله ورسوله في مكان أعلى من المكان الذي يذكر فيه السلطان، فصنع ذلك واستمرّ.

وفيها شهاب الدّين أبو العبّاس أحمد بن قاضي المالكية بمكّة تقي الدّين علي بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن السيد الشريف الحسني الفاسي [٢] محتدا المكي مولدا ومنشأ ووفاة، المالكي مذهبا، والد الحافظ المؤرخ تقي الدّين الفاسي.

قال ولده المذكور في «تاريخه» : ولد والدي في الثاني والعشرين من ربيع الأول سنة أربع وخمسين وسبعمائة بمكّة، وسمع بها على قاضيها شهاب الدّين الطّبري تساعيّات جدّه الرّضي الطّبري، وتفرّد بها عنه، وعلى الشيخ خليل المالكي «صحيح مسلم» خلا المجلد الرابع من تجزئة أربعة، وسمعه بكماله على


[١] انظر «إنباء الغمر» (٧/ ٢٠٦) .
[٢] ترجمته في «إنباء الغمر» (٧/ ٢٢٩) و «الضوء اللامع» (٢/ ٣٥) و «العقد الثمين» (٣/ ١٠٩) و «نيل الابتهاج» ص (٧٦) على هامش «الدّيباج المذهب» .

<<  <  ج: ص:  >  >>