لما بلغ مروان بن محمّد بن مروان وفاة يزيد النّاقص، سار من إرمينية في جيوشه [١] يطلب الأمر لنفسه، فجهز إبراهيم الخليفة أخويه بشرا، ومسرورا في جيش كبير، فهزم جيشهما، وأسرهما، ثم حاربه سليمان بن هشام بن عبد الملك، فانهزم أيضا، فخرج إبراهيم للقائه، وكان مروان نزل بمرج دمشق، وبذل إبراهيم الأموال والخزائن، فخذله أصحابه، فخلع نفسه، وبايع هو والنّاس مروان.
وفي هذه الفتنة قتل يوسف بن عمر الثقفيّ في السّجن بدمشق، وكان سجنه يزيد بن الوليد مع الحكم وعثمان ابني الوليد بن يزيد اللّذين يقال لهما: الجملان، فلما ولي إبراهيم بن الوليد، وغلبه مروان، خافت جماعة إبراهيم أن يدخل مروان دمشق فيخرجهما مع يوسف، فندبوا لقتلهم يزيد بن خالد بن عبد الله القسريّ، فقتلهم، وأدرك الثأر بأبيه، فجعل في رجلي يوسف حبلا وجرّره الولدان في الشوارع، ففعل يزيد بن خالد مثل ذلك في ذلك الموضع، نعوذ بالله من سخطه.
وقتل أيضا عبد العزيز بن الحجّاج بن عبد الملك.
[١] في الأصل: «في جيوش» وأثبت ما في المطبوع، وهو موافق لما في «العبر» للذهبي (١/ ١٦٤) .