فيها سار صلاح الدّين، فافتتح حرّان، وسروج، وسنجار، ونصيبين، والرّقّة، ونازل الموصل فحاصرها، وتحيّر من حصانتها، ثم جاءه رسول الخليفة يأمره بالترحل عنها، فرحل ورجع، فأخذ حلب من عز الدّين مسعود الأتابكي وعوّضه بسنجار.
وفيها مات نائب دمشق فرّوخشاه، وولي بعده شمس الدّين محمد بن المقدّم.
وفيها توفي الشيخ الزاهد القدوة أبو العبّاس أحمد بن علي بن أحمد ابن يحيى بن حازم بن علي بن رفاعة، الشيخ الكبير الرفاعي البطائحي- والبطائح عدة قرى مجتمعة في وسط الماء بين واسط والبصرة- كان شافعي المذهب، فقيها.
قال ابن قاضي شهبة في «طبقاته»[١] : وهو مغربي الأصل.
ولد في المحرم سنة خمسمائة، وتخرّج بخاله الشيخ الزاهد منصور.
قال ابن خلّكان: كان رجلا صالحا شافعيا فقيها، انضم إليه خلق من الفقراء، وأحسنوا فيه الاعتقاد، وهم الطائفة الرفاعية، ويقال لهم الأحمدية