وقال الذهبي: كان صدرا معظّما كثير الفضائل، وبيته مجمع الفضلاء.
وقال ابن العماد: كان إماما، نسّابة، مؤرّخا، أخباريا، أديبا، نبيلا، محتشما.
قلت: وقد قامت شهرته على كتبه الثلاثة المشار إليها في صدر الترجمة، وجميعها، تندرج في إطار علم التأريخ، فكتابه «الكامل» صنّفه مرتبا على السنين، وهو من خيرة التواريخ، ابتدأ فيه من أول الزمان، وانتهى به إلى سنة تسع وعشرين وستمائة، وهو مطبوع ومنتشر، ولكنه يفتقر إلى التحقيق والضبط، والتخريج. وكتابه «أسد الغابة» قال عنه ابن العماد: جمع فيه بين كتاب ابن مندة، وكتاب أبي نعيم، وكتاب ابن عبد البر، وكتاب أبي موسى، وزاد وأفاد، وهو مطبوع في مصر طبعة متقنة في سبعة مجلدات بدار الشعب.
وكتابه «اللباب في تهذيب الأنساب» قال عنه ابن العماد: اختصر [فيه]«الأنساب» لأبي سعد السّمعاني، وهذّبه، وأضاف فيه أشياء وهو في مقدار نصف أصله. وهو مطبوع في ثلاثة مجلدات، ولكنه يحتاج إلى تحقيق متقن.
٢٤- المنذري
هو عبد العظيم بن عبد القوي بن عبد الله بن سلامة بن سعد المنذري، أبو محمد، الإمام الحافظ المؤرّخ الكبير، صاحب «التكملة لوفيات النقلة» و «الترغيب والترهيب» ، و «مختصر صحيح مسلم» وغير ذلك من المصنفات النافعة.
ولد في شهر رمضان سنة إحدى وثمانين وخمسمائة في مصر.
سمع من الأرياحي، وأبي الجود، وابن طبرزد، وخلق، وتخرّج بأبي الحسن علي بن الفضل ولزمه مدة. وتفقّه على الإمام أبي القاسم عبد الرحمن بن محمد القرشي الوراق، وسمع من عبد المجيب بن زهير، ومحمد بن سعيد المأموني، والمطهر بن أبي بكر البيهقي، والحافظ الكبير علي بن الفضل المقدسي، وبه تخرّج.