للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سنة خمس وتسعين وأربعمائة]

فيها توفي المستعلي بالله أبو القاسم، أحمد بن المستنصر صاحب مصر، ولي الأمر بعد أبيه ثماني سنين، ومات في صفر وله تسع وعشرون سنة، وفي أيامه انقطعت دولته من الشام، واستولى عليها الأتراك والفرنج، ولم يكن له مع الأفضل حلّ ولا ربط، بل كان الأفضل أمير الجيوش، هو الكلّ، وفي أيامه هرب أخوه نزار، الذي تنسب إليه الدعوة النّزارية بقلعة الألموت [١] ، فدخل الإسكندرية وبايعه أهلها، وساعده قاضيها ابن عمّار، ومتولّيها أفتكين، فنازلهم الأفضل، فبرز لحربه أفتكين وهزمه، ثم نازلهم ثانيا، وظفر بهم، ورجع إلى القاهرة بأفتكين ونزار، فذبح أفتكين، وبنى على نزار حائطا فهلك.

وفيها أبو العلاء صاعد بن سيّار الكنانيّ قاضي هراة [٢] .

روى عن أبي سعيد الصّيرفي، والطرازي، وطائفة.

وفيها سعيد بن هبة الله أبو الحسن، شيخ الأطباء بالعراق، وكان صاحب تصانيف في الفلسفة، والطب، والمنطق، وله عدة أصحاب.

وفيها عبد الواحد بن عبد الرحمن الزّبيري الوركي الفقيه.

قال السمعاني: عمر مائة وثلاثين سنة، وكتب إملاء عن أبي ذرّ


[١] انظر «بلدان الخلافة الشرقية» ص (٢٥٦) .
[٢] في «العبر» : «قاضي القضاة بهراة» .

<<  <  ج: ص:  >  >>