الخطيب صدر الدين سليمان الجعفري، وشهاب الدين الأربدي، وشهاب الدين بن جعوان، وغيرهم.
وتولى مشيخة دار الحديث الأشرفية بدمشق حسبة لوجه الله.
وقد أسعف النووي رحمه الله بالتأييد، وساعدته المقادير فقرّبت منه كل بعيد، فكان يجد مع الأهلية ثلاثة أشياء:
أولها: فراغ البال، واتساع الزمان.
وثانيها: جمع الكتب التي يستعان بها على النظر والاطّلاع على كلام العلماء.
وثالثها: حسن النيّة وكثرة الورع والزهد والأعمال الصالحة التي أشرقت أنوارها.
وكان رحمه الله قد اكتال من ذلك بالمكيال الأوفى، فكان ذلك الإنتاج العظيم في عمره القصير الذي لم يتجاوز (٤٥) عاما، ولكنه كان مليئا بالخير والبركة.
وسافر آخر عمره إلى بلدته نوى، وزار بيت المقدس، والخليل، ثم رجع إلى نوى، فمرض عند أبويه، وتوفي ليلة الأربعاء لست بقين من شهر رجب سنة ست وسبعين وستمائة، ودفن ببلده وقبره مشهور بها.
قلت: وقد قامت شهرة النووي على جملة من كتبه القيّمة، منها كتبه الأربعة التي أشرت إليها في صدر الترجمة، وقد طبع الأول منها في المكتب الإسلامي بدمشق بتحقيق والدي الأستاذ الشيخ عبد القادر الأرناؤوط، بالاشتراك مع زميله الأستاذ الشيخ شعيب الأرناؤوط، وصدر في (١٢) جزءا.
وطبع الثاني في إدارة الطباعة المنيرية في مصر، وصوّرت طبعته من قبل عدد من دور النشر في لبنان، وهو أحد الكتب التي نقل عنها ابن العماد، وهو بأمسّ الحاجة إلى طبعة محققة متقنة وأما الثالث منها فقد طبع عدة مرات من غير تحقيق، ثم طبع في دار