على أبي العبّاس الغسّاني، وبرع في الفقه، واللغة، والغريب، ونظم الشعر.
وكان يستحضر «الفائق» للزمخشري و «الصحاح» و «الجمهرة» و «النهاية» و «غريب أبي عبيد» و «المنتهى في اللغة» للبرمكي وهو أكثر من ثلاثين مجلدا. وقد عقد له مجلس بحضرة أعيان علماء دمشق وامتحن في هذه الكتب في شعبان سنة ثلاث وستين، ونزل له والده عن درس الإقبالية، وكان قليل الاختلاط بالناس منجمعا على طلب العلم، وكان أخوه شرف الدّين يقول: أخي بدر الدّين أزهد مني.
قال ابن حبيب في «تاريخه» : توفي في ربيع الآخر عن ست وأربعين سنة ودفن عند والده.
وفيها أقضى القضاة صلاح الدّين أبو البركات محمد بن محمد بن المنجّى بن عثمان بن أسعد التّنوخي المعرّي الحنبلي [١] .
سمع الحجّار وطبقته، وحفظ «المحرّر» ودرّس بالمسمارية والصّدرية، وناب في الحكم لعمّه قاضي القضاة علاء الدّين، ثم ناب للقاضي شرف الدّين بن قاضي الجبل. وكان من أولاد الرؤساء، ذا دين وصيانة. حدّث ودرّس، وحجّ غير مرة، وكان كريم النّفس، حسن الخلق والشكل، ذا حشمة ورئاسة، على قاعدة أسلافه.
توفي ليلة الخميس رابع شهر ربيع الآخر، وصلّي عليه من الغد بجامع دمشق، ودفن بتربتهم بالصّالحية وقد جاوز الخمسين.
[١] انظر «الوفيات» لابن رافع (٢/ ٣٤٣- ٣٤٤) و «ذيل العبر» لابن العراقي (١/ ٢٧٩- ٢٨٠) و «الدّرر الكامنة» (٤/ ٢٣٩- ٢٤٠) و «المقصد الأرشد» (٢/ ٥٢٣- ٥٢٤) و «الجوهر المنضد» ص (١٥٦) و «الدارس في تاريخ المدارس» (٢/ ١٢٠) و «القلائد الجوهرية» (٢/ ٥٠٠) .