للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العلماء والطلاب، ووصلوا إلى مآربهم، وبلغ صيته إلى قسطنطينية، وطلبه علماؤها وأكابرها فلم يلتفت إليهم إلى زمن السلطان محمد، فظهرت الفتن في وطنه، فأتى قسطنطينية، وسكن بجامع زيرك، واجتمع عليه الأكابر والأعيان، ثم لما تزاحم عليه الناس تشوّش من ذلك، وارتحل إلى ولاية رملي، فتوفي هناك، رحمه الله تعالى.

وفيها المولى مصلح الدّين مصطفى، الشهير بابن وفاء الحنفي [١] ، العارف بالله تعالى. وكان يكتب على ظهر كتبه الفقير مصطفى بن أحمد الصّدري القونوي المدعو بوفاء.

أخذ التصوف أولا عن الشيخ مصلح الدّين المشتهر بإمام الدّبّاغين، ثم اتصل بأمر منه إلى خدمة الشيخ عبد اللطيف القدسي، وأكمل عنده الطريق، وأجازه بالإرشاد، وكان صاحب الترجمة إماما، عالما، محقّقا، جامعا بين علمي الظاهر والباطن، له شأن عظيم من التصرفات الفائقة، عارفا بعلم الوفق، بليغا في الشعر والإنشاء، خطيبا مصقعا، منقطعا عن الناس، لا يخرج إلّا في أوقات معينة، وإذا خرج ازدحم الأكابر وغيرهم عليه للتبرك. [وكان] لا يلتفت إلى أرباب الدنيا ويؤثر صحبة الفقراء عليهم. قصد السلطان محمد وبعده السلطان أبو يزيد [٢] الاجتماع به فلم يرض بذلك.

توطن القسطنطينية وله بها زاوية وجامع. ولما توفي حضر السلطان أبو يزيد [٢] جنازته [٣] وأمر بكشف وجهه لينظر إليه اشتياقا إليه وتبركا به، رحمهما الله تعالى.

وفيها يعقوب بك بن حسن بك [٤] سلطان العراقين.


[١] ترجمته في «الشقائق النعمانية» ص (١٤٥- ١٤٧) وما بين الحاصرتين في الترجمة مستدرك منه.
[٢] في «الشقائق النعمانية» : «بايزيد» وهو الصواب.
[٣] في «ط» : «في جنازته» .
[٤] ترجمته في «الضوء اللامع» (١٠/ ٢٨٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>