للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من أعرف أهل الأرض بتصانيف الشيخ أبي إسحاق الشيرازي، ويحفظ «المهذب» عن ظهر قلب، وقيل: إنه كان يقرؤه في كل ليلة، وكان ورده في كل ليلة أكثر من مائة ركعة بسبع القرآن العظيم، ورحل إليه الطلبة من البلاد، ومن تصانيفه «البيان» في نحو عشر مجلدات، وهو كاسمه، وفيه قيل:

لله شيخ من بني عمران ... قد شاد قصر العلم بالأركان

يحيى لقد أحيا الشريعة هاديا ... بزوائد وغرائب وبيان

هو درّة اليمن الذي ما مثله ... من أول في عصرنا أوثان

وكان حنبلي العقيدة، شافعي الفروع، كما قال ابن الأهدل كالآجري [١] صاحب كتاب «الشريعة» .

قال ابن شهبة [٢] وغيره: وله في علم الكلام كتاب «الانتصار في الرد على القدرية الأشرار» ينصر فيه عقيدته وتحامل فيه على الأشاعرة واختصر «الإحياء» وله كتاب «السؤال عما في المهذّب من الإشكال» وانتقل في آخر أمره من سير إلى ذي سفال، ثم مات بها مبطونا شهيدا، وما ترك فريضة في جملة مرضه، ونازع ليلتين، وهو يسأل عن أوقات الصلاة، ومحاسنه ومصنفاته كثيرة، رحمه الله تعالى.


[١] تحرفت في «آ» و «ط» إلى «كاجري» والتصحيح من «غربال الزمان» .
[٢] انظر «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (١/ ٣٧٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>