للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الجنيد: دفع لي السريّ رقعة وقال: هذه خير لك من سبعمائة فضة، فإذا فيها:

ولما ادعيت الحبّ قالت كذبتني ... فما لي أرى الأعضاء منك كواسيا

فما الحب حتّى يلصق الظهر بالحشا ... وتذبل حتّى لا تجيب المناديا

وتنحل حتّى لا يبقّي لك الهوى ... سوى مقلة تبكي بها وتناجيا [١]

انتهى.

وقال السخاويّ في «طبقات الأولياء» : هو إمام البغداديين في الإشارات، وكان يلزم بيته ولا يخرج منه، لا يراه إلّا من يقصده إلى بيته.

انقطع عن الناس وعن أسبابهم، وأسند عن الجنيد قال: ما رأيت أعبد من السّريّ، أتت عليه ثمان وتسعون سنة ما رؤي مضطجعا إلا في علة الموت.

وسئل عن المتصوف فقال: هو اسم لثلاثة معان، وهو الذي لا يطفئ نور معرفته نور ورعه، ولا يتكلم بباطن ينقضه عليه ظاهر الكتاب، ولا تحمله الكرامات من الله على هتك أستار محارم الله. انتهى ما ذكره السخاوي ملخصا.

وفيها الأمير محمد بن عبد الله بن طاهر بن الحسين الخزاعيّ، نائب بغداد. كان جوادا ممدّحا [عالما] [٢] ، قوي المشاركة، جيد الشعر، مات بالخوانيق.

وفيها وصيف التركي، كان [من] [٣] أكبر أمراء الدولة، وكان قد استولى على المعتز، واصطفى الأموال لنفسه، وتمكن ثم قتل [٤] .


[١] الأبيات في «غربال الزمان» للعامري ص (٢٣٤) مع بعض الاختلاف في ألفاظها.
[٢] لفظة «عالما» سقطت من الأصل، والمطبوع، واستدركتها من «العبر» للذهبي (٢/ ١١) مصدر المؤلف.
[٣] لفظة «من» سقطت من الأصل، والمطبوع، واستدركتها من «العبر» .
[٤] في «العبر» : «وتمكن حتى قتل» .

<<  <  ج: ص:  >  >>