للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأبو يزيد البسطاميّ العارف الزّاهد المشهور، واسمه طيفور بن عيسى، وكان يقول: إذا نظرتم إلى رجل أعطي من الكرامات حتّى يرتفع في الهواء فلا تغترّوا به، حتّى تنظروا كيف تجدونه عند الأمر والنهي وحفظ الشريعة.

قال أبو عبد الرحمن السّلميّ في «طبقاته» [١] : طيفور بن عيسى بن سروسان [٢] البسطامي وسروسان [٢] كان مجوسيا فأسلم وكانوا ثلاثة إخوة: آدم أكبرهم، وطيفور أوسطهم، وعليّ أصغرهم، وكلّهم كانوا زهّادا عبّادا.

ومات عن ثلاث وسبعين سنة، وهو من قدماء مشايخ القوم، له كلام حسن في المعاملات، ويحكى عنه في الشطح أشياء منها ما لا يصحّ ويكون مقولا عليه.

قال أبو يزيد: من لم ينظر إلى شاهدي بعين الاضطرار، وإلى أوقاتي بعين الاغترار، وإلى أحوالي بعين الاستدراج، وإلى كلامي بعين الافتراء، وإلى عبراتي بعين الاجتراء، وإلى نفسي بعين الازدراء، فقد أخطأ النظر في.

ذكرت لأبي عثمان المغربي هذه الحكاية، فقال: لم أسمع لأبي يزيد حكاية أحسن منها، وإنما تكلم عن عين الفناء، أي قوله: سبحاني.

وقال أبو يزيد: لو صفا لي تهليلة ما باليت بعدها بشيء.

وكتب يحيى بن معاذ لأبي يزيد: سكرت من كثرة ما شربت من كأس محبته.

فكتب إليه أبو يزيد في جوابه: سكرت وما شربت من الدّور وغيرك قد


[١] ص (٦٧) .
[٢] كذا في الأصل، والمطبوع، و «اللباب» لابن الأثير (١/ ١٥٢) : «سروسان» ، وفي «طبقات الصوفية» و «المنتظم» لابن الجوزي (٥/ ٢٨) : «سروشان» ، وفي «سير أعلام النبلاء» للذهبي (١٣/ ٨٦) : «شروسان» .

<<  <  ج: ص:  >  >>