للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها العلّامة محمد بن سحنون [١] المغربيّ المالكيّ مفتي القيروان.

تفقّه على أبيه، وكان إماما مناظرا كثير التصانيف معظّما بالقيروان خرّج له عدة أصحاب وما خلّف بعده مثله.

وفيها يعقوب بن اللّيث الصّفّار، الذي غلب على بلاد الشرق، وهزم الجيوش، وقام بعده أخوه عمرو بن اللّيث، وكانا شابّين صفّارين، فيهما شجاعة مفرطة، فصحبا صالح بن النّضر، الذي كان يقاتل الخوارج بسجستان، فآل أمرهما إلى الملك، فسبحان من له الملك، ومات يعقوب بالقولنج في شوّال بجنديسابور [٢] وكتب على قبره: هذا قبر يعقوب المسكين، وقيل: إن الطبيب قال له: لا دواء لك إلّا الحقنة، فامتنع منها، وخلّف أموالا عظيمة، منها من الذهب ألف ألف دينار، ومن الدراهم خمسين ألف ألف درهم، وقام بعده أخوه بالعدل والدخول في طاعة الخليفة، وامتدت أيامه.


[١] ضبطه الأستاذ فؤاد سيد في «العبر» بضم السين وهو خطأ، والصواب بفتح السين.
[٢] مدينة بخوزستان بناها سابور بن أردشير فنسبت إليه وأسكنها سبي الرّوم وطائفة من جنده، وقال حمزة: جنديسابور تعريب «به از انديوشافور» ومعناه خير من أنطاكية، «معجم البلدان» (٢/ ١٧٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>