للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعنه قال: لما أنشدت أبا تمّام، أنشد بيت أوس بن حجر، بفتح الحاء والجيم:

إذا مقرم منّا ذرا حدّ نابه ... تخمّط فينا ناب آخر مقرم [١]

وقال: نعيت إليّ نفسي، فقلت: أعيذك بالله، فقال: إن عمري ليس بطويل، وقد نشأ لطيء مثلك، فمات أبو تمّام بعد هذا بسنة.

وقال لغلامه مرّة وهو مريض: اصنع لي مزوّرة وعنده بعض الرؤساء جاء عائدا له، فقال ذلك الرئيس: عندي طبّاخ من صفته كذا وذا، ونسي الرئيس أمرها، فكتب إليه البحتري:

وجدت وعدك زورا في مزوّرة ... حلفت مجتهدا إحكام طاهيها

فلا شفى الله من يرجو الشّفاء بها ... ولا علت كفّ ملق كفّه فيها

فاحبس رسولك عنّي أن يجيء بها ... فقد حبست رسولي عن تقاضيها [٢]

وله بيتان في هجو رجل اسمه شهاب: وفي فهم معناهما عسر، وهما:

وهما:

قد كنت أعهد أنّ الشّهب ثاقبة ... فقد رأينا شهابا وهو مثقوب

في كفّه الدّهر أم في ظهره قلم ... فنصفه كاتب والنّصف مكتوب [٣]

وأخباره كثيرة، وكان شعره غير مرتب، فرتبه أبو بكر الصّولي على


[١] حصل بعض التحريف بألفاظ البيت في الأصل، وأثبت لفظ المطبوع، والبيت في «لسان العرب» لابن منظور (قرم) .
[٢] في الأصل، والمطبوع: «فقد حبست رسولا» والتصحيح من «غربال الزمان» للعامري ص (٢٥٥) .
[٣] لم أجدهما في «ديوانه» ولا في المصادر الموجودة بين يدي.

<<  <  ج: ص:  >  >>