للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هل للعليل سوى ابن قرّة شافي [١] ... بعد الإله وهل له من كافي [٢]

أحيا لنا رسم الفلاسفة الذي ... أودى وأوضح رسم طبّ عافي [٣]

فكأنّه عيسى ابن مريم ناطقا ... يهب الحياة بأيسر الأوصاف

مثلت له قارورتي فرأى بها ... ما اكتنّ بين جوانحي وشغافي [٤]

يبدو له الدّاء الخفيّ كما بدا ... للعين رضراض الغدير الصّافي [٥]

ومن حفدة ثابت المذكور:

أبو الحسن ثابت بن سنان بن قرّة، وكان صابئيّ النّحلة أيضا، وكان في أيام معزّ الدولة بن بويه، وكان طبيبا عالما، نبيلا، يقرأ عليه كتاب بقراط، وجالينوس، وكان فكّاكا للمعاني، وكان سلك مسلك جدّه ثابت في نظره في الطب، والفلسفة، والهندسة، وجميع الصناعات الرياضية للقدماء، وله تصنيف في التاريخ أحسن فيه.

فائدة: الحرّاني: نسبة إلى حرّان، وهي مدينة مشهورة بالجزيرة [٦] ، خرج منها علماء أجلّاء، منهم: بنو تيميّة وغيرهم.

ذكر ابن جرير الطبري في «تاريخه» [٧] أن هاران عمّ إبراهيم الخليل وأبو زوجته سارة هو الذي عمرها، فسمّيت به، ثم عربت به، فقيل: حرّان، وكان لإبراهيم- صلى الله عليه وعلى نبيّنا وبقية الأنبياء وسلّم- أخ يسمى هاران [٨]


[١] في الأصل، والمطبوع: «شاف» وأثبت لفظ «وفيات الأعيان» ، و «يتيمة الدهر» .
[٢] في الأصل، والمطبوع: «كاف» وأثبت لفظ «وفيات الأعيان» ، و «يتيمة الدهر» .
[٣] في الأصل، والمطبوع: «عاف» وأثبت لفظ «وفيات الأعيان» ، و «يتيمة الدهر» .
[٤] في الأصل، والمطبوع: «وشفافي» وأثبت لفظ «وفيات الأعيان» ، و «يتيمة الدهر» ، والشغاف حجاب القلب، وهو جلدة دونه كالحجاب. انظر «مختار الصحاح» (شغف) .
[٥] الأبيات في «وفيات الأعيان» (١/ ٣١٤) ، و «يتيمة الدهر» (٢/ ٣١٢) .
[٦] يعني جزيرة أقور. انظر خبرها في كتاب «الأمصار ذوات الآثار» للذهبي ص (٥٧) ، طبع دار ابن كثير.
[٧] (١/ ٣١٣) والمؤلف ينقل كلامه عن «وفيات الأعيان» .
[٨] في الأصل، والمطبوع: «يسمى بهاران» ، وأثبت ما جاء في «وفيات الأعيان» .

<<  <  ج: ص:  >  >>