للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال السخاويّ في «طبقاته» : عمرو بن عثمان بن كرب بن غصص المكّيّ، أبو عبد الله، كان ينتسب إلى الجنيد، وكان قريبا منه في السن والعلم، وكان أحد الأعيان، ولما ولي قضاء جدّة، هجره الجنيد، فجاء إلى بغداد وسلّم عليه، فلم يجبه، فلما مات حضر الجنيد جنازته ولم يصل عليه إماما.

ومن كلامه: اعلم أن كل ما توهمه قلبك من حسن، أو بهاء، أو أنس، أو ضياء، أو جمال أو شبح، أو نور، أو شخص، أو خيال، فالله بعيد من ذلك كله، بل هو أعظم وأجلّ وأكبر، ألا تسمع إلى قوله عزّ وجلّ: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ٤٢: ١١ [الشورى: ١١] .

وقال: لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ١١٢: ٣- ٤ [الإخلاص:

٣- ٤] [١] .

وقال: المروءة التغافل عن زلل الإخوان، وقال: لا يقع على كيفية الوجد عبارة لأنه سرّ الله عند المؤمنين الموقنين. انتهى ملخصا.

وفيها محمد بن داود بن علي الظّاهريّ، الفقيه، أبو بكر، أحد أذكياء زمانه، وصاحب كتاب «الزّهرة» تصدّر للاشتغال [٢] ، والفتوى ببغداد بعد أبيه، وكان يناظر أبا العبّاس بن سريج، وله شعر رائق، وهو ممّن قتله الهوى، وله نيّف وأربعون سنة. قاله في «العبر» [٣] .

وفيها مطيّن، وهو الحافظ أبو جعفر محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرميّ الكوفيّ [٤] ، في ربيع الآخر بالكوفة، وله خمس وتسعون سنة،


[١] ذكر أبو نعيم هذا الأثر عنه في «حلية الأولياء» (١٠/ ٢٩١) برواية أخرى فراجعه.
[٢] في الأصل، والمطبوع: «للاشغال» وأثبت ما في «العبر» للذهبي.
[٣] (٢/ ١١٤) .
[٤] لفظة «الكوفي» لم ترد في الأصل، و «العبر» للذهبي، وأثبتها من المطبوع.

<<  <  ج: ص:  >  >>