للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: وإليه تنسب المسألة السريجية، وهي أن يقول الرجل لزوجته:

كلما، أو إن وقع عليك طلاقي فأنت طالق قبله ثلاثا، ثم يقول: أنت طالق.

قال ابن سريج: لا يقع شيء للدور.

قال البلقيني بجواز تقليد مصحح الدور في السريجية ومقلده لا يأثم، وإن كنت لا أفتي بصحته لأن الفروع الاجتهادية لا يعاقب عليها، وإن ذلك ينفع عند الله تعالى، ذكره عنه ابن حجر الهيتمي، والله أعلم.

وقال ابن الأهدل: ومن غرائب ابن سريج أنه كان يقول بلزوم الحكم بالحكاية. انتهى.

وفيها أبو عبد الله بن الجلّاء [١] الزاهد المشهور، شيخ الصوفية، واسمه أحمد بن يحيى [٢] . صحب ذا النّون المصري والكبار، وكان قدوة أهل الشام. توفي في رجب. وقد سئل عن المحبة فقال: ما لي وللمحبة، أنا أريد أن أتعلم التوبة.

قال السخاوي في «طبقاته» [٣] : أحمد بن يحيى بن الجلّاء بغدادي الأصل، أقام بالرّملة ودمشق، وكان من جلّة مشايخ الشام. صحب أباه يحيى بن الجلّاء، وأبا تراب النّخشبي، وذا النّون المصري، وأبا عبيد البسري، وكان أستاذ محمد بن داود الدّقّي.

وكان عالما ورعا. كان يقال: إن في الدّنيا ثلاثة من أئمة الصوفية، لا رابع لهم: الجنيد ببغداد، وأبو عثمان الحيري بنيسابور، وأبو عبد الله أحمد بن الجلّاء بالشام.


[١] انظر «طبقات الصوفية» ص (١٧٦- ١٧٩) ، و «سير أعلام النبلاء» (١٤/ ٢٥١- ٢٥٢) .
[٢] في «طبقات الصوفية» و «سير أعلام النبلاء» : «ويقال محمد بن يحيى» .
[٣] قلت: الذي جاء في النص هنا يماثل ما عند السلمي في «طبقات الصوفية» ص (١٧٦) فراجعه.

<<  <  ج: ص:  >  >>