للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فانتبهت فزعة، فقال: إنما جئت لأوقظك للصلاة.

وقالت لي بنته يوما: اسجدي له، فقلت: أو يسجد أحد لغير الله، وهو يسمعني، فقال: نعم إله في السماء وإله في الأرض.

وقال ابن باكويه: سمعت أحمد [١] بن الحلاج يقول: سمعت أحمد بن فاتك تلميذ والدي يقول بعد ثلاث من قتل والدي: رأيت ربّ العزّة في المنام، فقلت: يا رب ما فعل الحسين بن منصور؟ قال: كاشفته بمعنى، فدعا الخلق إلى نفسه، فأنزلت به ما رأيت.

وقال يوسف بن يعقوب النّعماني: سمعت محمد بن داود بن علي الأصبهاني الفقيه يقول: إن كان ما أنزل الله على نبيّه حقا [٢] ، فما يقول الحلاج باطل.

وعن أبي بكر بن سعدان، قال لي الحلّاج: تؤمن بي حتّى أبعث لك بعصفورة، تطرح من ذرقها [وزن حبّة] [٣] على كذا منّا نحاسا فيصير ذهبا.

قلت: أفتؤمن بي حتّى أبعث إليك بفيل يستلقي فتصير قوائمه في السماء، فإذا أردت أن تخفيه، أخفيته في عينك، فأبهته، وكان مموّها مشعوذا. انتهى كلام «العبر» [٤] بحروفه.

وفي «تاريخ ابن كثير» [٥] قال: وقد صحب الحلّاج جماعة من سادات المشايخ، كالجنيد، وعمرو بن عثمان المكّي، وأبي الحسين النوري.

قال الخطيب البغدادي [٦] : والصوفية مختلفون فيه، فأكثرهم نفى أن


[١] تحرف في المطبوع إلى «حمد» .
[٢] في الأصل: «حق» وما أثبتناه من المطبوع و «العبر» .
[٣] ما بين حاصرتين سقط من الأصل والمطبوع، واستدركته من «العبر» للذهبي (٢/ ١٤٩) .
[٤] (٢/ ١٤٤- ١٥٠) .
[٥] يعني «البداية والنهاية» وقد نقل المؤلف عنه (١١/ ١٣٢) .
[٦] انظر «تاريخ بغداد» (٨/ ١١٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>