للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القاسم الأدب. ولما استوزر القاسم أفاد بطريقته [١] مالا جزيلا.

وحكى أبو علي الفارسي النحوي قال: دخلت مع شيخنا أبي إسحاق على القاسم بن عبيد الله الوزير، فورد الخادم فسارّه بسرّ استبشر له [٢] ، ثم نهض فلم يكن بأسرع من [أن] [٣] عاد وفي وجهه أثر الوجوم، فسأله شيخنا عن ذلك، فقال له: كانت تختلف إلينا جارية لإحدى القينات، فسمتها أن تبيعني إياها، فامتنعت من ذلك، ثم أشار عليها أحد من ينصحها بأن تهديها إليّ رجاء أن أضاعف لها ثمنها، فلما جاءت أعلمني الخادم بذلك، فنهضت مستبشرا لافتضاضها، فوجدتها قد حاضت، فكان منّي ما ترى، فأخذ شيخنا الدواة وكتب:

فارس ماض بحربته ... حاذق بالطعن بالظّلم

رام أن يدمي فريسته ... فاتّقته من دم بدم

[٤] انتهى ملخصا.

وفيها أبو بشر الدّولابي، وهو محمد بن أحمد بن حمّاد الأنصاري الرّازي الحافظ [٥] صاحب التصانيف. روى عن بندار محمد بن بشّار وخلق.

وعاش ستّا وثمانين سنة.

قال أبو سعيد بن يونس: كان من أهل الصنعة، وكان يضعّف. وروى عنه ابن أبي حاتم، وابن حبّان، والطبراني.


[١] في «وفيات الأعيان» : «بطريقة» .
[٢] في الأصل: «فسره بسرّ فاستبشره» وفي المطبوع: «فساه بسرّ فاستبشره» وما أثبته من «وفيات الأعيان» .
[٣] سقطت من الأصل والمطبوع واستدركتها من «وفيات الأعيان»
[٤] قلت: البيتان في «وفيات الأعيان» (١/ ٢٨٩- ٢٩٠) وقد نسبهما ابن خلّكان للمأمون العباسي نقلا عن «الكنايات» للجرجاني فراجعه.
[٥] انظر «العبر» (٢/ ١٥١- ١٥٢) و «سير أعلام النبلاء» (١٤/ ٣٠٩- ٣١١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>